dimanche 25 novembre 2012

خالتي أمريكا


بقلم : حسن رزق الله
      
ما يستغرب له الانسان ازاء المواقف الامريكية هو اصرارها على لعب دور الضحية  التي تبادر الى مهاجمة الخصم المفترض كوسيلة للدفاع . و خير دليل على ذلك رد فعلها على التفجير الذي تعرضت له سفارتها بليبيا و التي نتج عنه سقوط عدة ضحايا في مقدمتها سفيرها هناك ، حيث بادرت في حينها الى ارسال مدمرتين من اسطولها المتواجد اصلا في المنطقة الى سواحل ليبيا تلويحا منها الى الاستعداد الى ارهاب الشعب الليبي الذي لازال لم يلملم جراحه بعد.
       لماذا تصر امريكا على ايهام نفسها وشعبها بوجود عدو خارجي يتربص بها على الدوام و كأن الغير لا هم له سوى تتبع  خطواتها.
       لماذا لا تعطي امريكا نفسها متسعا من الوقت من اجل مراجعة مواقفها و قراراتها التي ازدادت عشوائية منذ اعتداءات 11 شتنبر.
       لماذا تصر أمريكا على تدبير سياستها الاجتماعية و الاقتصادية و الانتخابية عبر اشراك مختلف الشعوب في ذلك وذلك عبر زج انفها في مشاكلهم الداخلية و لعب دور الاخ الاكبر مع العلم ان ذلك لم ينفعها في اقناع حتى الدول المجاورة لها.
       لماذا تصر امريكا على استفزاز الكل و اللعب على الوتر الحساس دوما سواء كان دينيا او عرقيا او حدوديا او اقتصاديا او غيره .
       ما حاجتها الى اثارة مشاعر ملايير الناس من المسلمين و ايقاظ حالة الغليان التي قد تخرجها تداعيات الحدت الاخير عن النطاق المتحكم فيه.
لماذا غطت امريكا الطرف عن شبه الفيلم الذي فجر كل هذا البركان المشتعل في كل اقطار العالم الاسلامي ، لماذا لم تسارع الى التنديد بذلك العمل الوضيع حفاظا منها علة المشاعر المجروحة للمسلمين.
       لماذا تصر امريكا على عدم الاستفادة من من تجربة 11 شتنبر المريرة و استخلاص العبر منه حول علاقاتها بالاخر  و العمل على تحسينها من خلال بدل المجهود لأجل فهم هذا الاخر عوض اعتماد لغة الوعيد و التهديد.
      لماذا تصر امريكا على الاحتفال السنوي بالذكرى بنفس الاسلوب افتعال حدت معين من اجل تأليب الامريكيين و الغرب معه على الاسلام و المسلمين و اعلان الحرب الاعلامية عليهم.
لماذا لم تتمكن أمريكا الإجابة على سؤال سبق وان طرحته على نفسها بعد أحداث 11 شتنبر “لماذا يكرهوننا؟
    لماذا أضحى المسلمين و نبيهم و دينهم محط سخرية البعض و مادة إعلامية لتحقيق شهرة عابرة أو لتصريف العالم عما يدور حولهم ؟
لماذا يكون رد فعل المسلمين بالشكل المتهور الذي يرسخ الصورة المسبقة عنهم، و لماذا لا يستفيدون من التجارب السابقة لتطوير ردود فعلهم على ما يلحقهم، علما أن أية إساءة لهم كمسلمين تنم دوما عن حقد مرضي دفين لازال البعض يروج له. و الأجدر بهم أن يعيدوا النظر في ممارستهم العقائدية حيت أضحى التيار السلفي الوهابي هو المهيمن على الممارسة الدينية لأغلب المسلمين مما يؤثر في صورتهم لدى إخوانهم في الدول الإسلامية الأخرى ، فبالأحرى لدى غير المسلمين ، مما ساهم في تغذية هواجس التخوف لديهم