lundi 4 mars 2013
ترسبات الماضي والعقلية المغربية
بقلم : حسن رزق الله
حين كنت أتابع دراستي بإحدى الجامعات الفرنسية، فاجئني زميل لي من ساحل العاج بعبارة مفادها أن المغاربة طيبون وعنصريون في نفس اللآن رغم محاولاتهم دحض تلك الصورة عنهم، إلا أن ممارساتهم وتعبيراتهم توحي بذلك. متأثرا في ذلك بالتعامل اللإنساني الذي سبق أن لاقته مجموعة من المهاجرين السريين الأفارقة خلال عملية ترحيلهم من المغرب بطريقة أقل ما يمكن القول عنها أنها غير انسانية.
حين كنت أتابع دراستي بإحدى الجامعات الفرنسية، فاجئني زميل لي من ساحل العاج بعبارة مفادها أن المغاربة طيبون وعنصريون في نفس اللآن رغم محاولاتهم دحض تلك الصورة عنهم، إلا أن ممارساتهم وتعبيراتهم توحي بذلك. متأثرا في ذلك بالتعامل اللإنساني الذي سبق أن لاقته مجموعة من المهاجرين السريين الأفارقة خلال عملية ترحيلهم من المغرب بطريقة أقل ما يمكن القول عنها أنها غير انسانية.
غير أن
تكرار تلك الممارسات في حق المهاجرين الأفارقة المتواجدين بشكل غير شرعي بالبلاد جعلني
أتأمل تلك الملاحظة بنوع من التجرد، لأدرك معها أننا فعلا عنصريين الى حد ما اتجاه
البشرة السوداء، وربما يكون ذلك الموقف
بحسن نية، غير أنه لا ينفي بعدنا التام عن
تلك البلدان التي سارت بعيدا في طريق ترسيخ ثقافة المساواة و تكافؤ الفرص .
اطلالة
سريعة منا على طبيعة الخطاب التواصلي المعتمد من قبل المغاربة يجعلنا ندرك أنه
يعتمد بالأساس على قاموس إقصائي للجنس الأسود معتمدين في ذلك على اللون كأساس للتمييز وعلى سبيل المزاح في بعض الأحيان من قبيل الكحل،
العزاوي، السمر، اللويين
بل حتى الافريقي متناسيين بطبيعة الحال تواجدنا في نفس الرقعة الجغرافية.
وهو أمر لا يجب التغافل عنه اطلاقا ان كانت لدينا فعلا رغبة في اعتلاء درجات الرقي
الحضاري الذي يعتمد بالأساس على الاهتمام بالجانب الانساني للذات البشرية وتفادي
كل ما من شأنه المس بها او الحط من قيمتها.
كما أنه
أمر لا يجب أن ينسينا حمولته الرمزية و الاعلامية وتأثيره على الصورة الايجابية او السبق الحقوقي الذي تطبل له العديد
من الأصوات، ويؤكد بالمقابل ذلك التناقض بين ما نحاول ان نرسمه للغير و بين ما هو
كائن على أرض الواقع، مما يجعلني اتذكر بحسرة ما سبق أن ردده على مسامعي زميلي
الافريقي قبل ذلك، كوننا لا زلنا نحمل بعض
الصفات الوراثية عن عهود غابرة كانت البشرية
فيها ترزخ تحت وطأة قوانين أقل ما يقال
عنها انها مهينة للإنسانية.
Inscription à :
Articles (Atom)