بقلم : حسن رزق الله
صدق من قال إذا كنت في المغرب فلا تستغرب ، مرد حديثي هذا يرجع بالأساس إلى الموقف الذي اتخذه فريق من البرلمانيين المغاربة في إطار مساهمتهم القيمة للتخفيف من حدة و تأثير الأزمة الاقتصادية التي أصابت العالم والتي وصلت تجلياتها إلى المغرب، فكيف لا نشكر لهم موقفهم البطولي هذا و قد كان لهم السبق دون غيرهم إلى المطالبة بالرفع من تعويضاتهم الهزيلة إن قارناها مع المهام الجسام التي يؤذونها و حرصهم اللامتناهي على القيام بها و الدفاع عن مصلحة المواطن البسيط المغلوب على أمره والذي تتقاذفه الأزمات الواحدة تلو الأخرى إلى درجة لم يعد يدرك معها بقيمة الأحداث و المواقف التي تتناوب عليه.و تجعله يتلقاها دون اكتراث منه بها و كأن حال لسانه يقول أنه لم يعد معنيا بما يجري في هذا الركن من العالم مادامت المؤسسة التي أوكلت إليها حمل هم المواطن قد باعته الوهم و انزوت هي الأخرى تطلب نصيبها من الكعكعة التي أسالت لعاب العديد من … هذا الوطن. وهذا ما دفعني إلى التفكير في ماهية المواطنة لدينا و لماذا يكون المواطن البسيط مطالبا بالدود عنها و إبراز تلك المواطنة في مواقف عدة دون غيره ، رغم أن غيرنا ما فتئوا يعطون إشارات و دروس في المواطنة الحقة و أن ممارستها لا تقتصر على تردديها في مواقف خطابية و إنما هي بالأساس إحساس و إيمان قبل أن تكون ممارسة ، وخير دليل على ذلك ما تصفعنا به جارتنا الشمالية اسبانيا عبر مواقف سياسية ينحني لها المرء إجلالا و احتراما لنبلها ، حيث بادرت مند تنصيب حكومتها الحالية إلى تقنين أعضائها و اقتصارها على عدد مقبول لا يتجاوز الثلاثة عشر عضوا تماشيا مع بوادر الأزمة التي تعصف باسبانيا و هو نفس الطرح الذي تبناه الملك الاسباني نفسه حين تنازل عن مجموعة من تعويضاته هو و أسرته المالكة ، نفس الشيء بالنسبة للحكومة الفرنسية الحالية و التي خفضت هي الأخرى من تعويضات أعضائها، إلى غيرها من الدول التي تسعى حكوماتها الشرعية إلى بذل أقصى الجهود للتخفيف عن مواطنيها ومؤازرتهم و الفوز بثقتهم لكونها استوعبت ماهية العلاقة الطبيعية التي تربطها بأولئك المواطنين ، و أن دورها الطبيعي يتجلى بالأساس في اعتبار المواطن الحجر الأساس الذي تدور في فلكه . و هو للأسف الشيء الذي لازال ممثلونا لم يستوعبوه بعد، و لن يتأتى لهم ذلك مادامت بعض ممارسات القرون الوسطى لازالت تنخر كياننا الانتخابي والتي ساهم فيها المواطن نفسه حين اعتبر نفسه ورقة انتخابية يتم التخلص منها مباشرة بعد استهلاكها في العملية الانتخابية دون أن يجعل لنفسه دورا في رسم مسار حياته المعيشية، ليؤجل معه إمكانية الحلم بمغرب ينعم بدفء الديمقراطية كغيره ، و في انتظار تحقيق ذلك أقول لكم كل برلمان و انتم بخير.
صدق من قال إذا كنت في المغرب فلا تستغرب ، مرد حديثي هذا يرجع بالأساس إلى الموقف الذي اتخذه فريق من البرلمانيين المغاربة في إطار مساهمتهم القيمة للتخفيف من حدة و تأثير الأزمة الاقتصادية التي أصابت العالم والتي وصلت تجلياتها إلى المغرب، فكيف لا نشكر لهم موقفهم البطولي هذا و قد كان لهم السبق دون غيرهم إلى المطالبة بالرفع من تعويضاتهم الهزيلة إن قارناها مع المهام الجسام التي يؤذونها و حرصهم اللامتناهي على القيام بها و الدفاع عن مصلحة المواطن البسيط المغلوب على أمره والذي تتقاذفه الأزمات الواحدة تلو الأخرى إلى درجة لم يعد يدرك معها بقيمة الأحداث و المواقف التي تتناوب عليه.و تجعله يتلقاها دون اكتراث منه بها و كأن حال لسانه يقول أنه لم يعد معنيا بما يجري في هذا الركن من العالم مادامت المؤسسة التي أوكلت إليها حمل هم المواطن قد باعته الوهم و انزوت هي الأخرى تطلب نصيبها من الكعكعة التي أسالت لعاب العديد من … هذا الوطن. وهذا ما دفعني إلى التفكير في ماهية المواطنة لدينا و لماذا يكون المواطن البسيط مطالبا بالدود عنها و إبراز تلك المواطنة في مواقف عدة دون غيره ، رغم أن غيرنا ما فتئوا يعطون إشارات و دروس في المواطنة الحقة و أن ممارستها لا تقتصر على تردديها في مواقف خطابية و إنما هي بالأساس إحساس و إيمان قبل أن تكون ممارسة ، وخير دليل على ذلك ما تصفعنا به جارتنا الشمالية اسبانيا عبر مواقف سياسية ينحني لها المرء إجلالا و احتراما لنبلها ، حيث بادرت مند تنصيب حكومتها الحالية إلى تقنين أعضائها و اقتصارها على عدد مقبول لا يتجاوز الثلاثة عشر عضوا تماشيا مع بوادر الأزمة التي تعصف باسبانيا و هو نفس الطرح الذي تبناه الملك الاسباني نفسه حين تنازل عن مجموعة من تعويضاته هو و أسرته المالكة ، نفس الشيء بالنسبة للحكومة الفرنسية الحالية و التي خفضت هي الأخرى من تعويضات أعضائها، إلى غيرها من الدول التي تسعى حكوماتها الشرعية إلى بذل أقصى الجهود للتخفيف عن مواطنيها ومؤازرتهم و الفوز بثقتهم لكونها استوعبت ماهية العلاقة الطبيعية التي تربطها بأولئك المواطنين ، و أن دورها الطبيعي يتجلى بالأساس في اعتبار المواطن الحجر الأساس الذي تدور في فلكه . و هو للأسف الشيء الذي لازال ممثلونا لم يستوعبوه بعد، و لن يتأتى لهم ذلك مادامت بعض ممارسات القرون الوسطى لازالت تنخر كياننا الانتخابي والتي ساهم فيها المواطن نفسه حين اعتبر نفسه ورقة انتخابية يتم التخلص منها مباشرة بعد استهلاكها في العملية الانتخابية دون أن يجعل لنفسه دورا في رسم مسار حياته المعيشية، ليؤجل معه إمكانية الحلم بمغرب ينعم بدفء الديمقراطية كغيره ، و في انتظار تحقيق ذلك أقول لكم كل برلمان و انتم بخير.