بقلم : حسن رزق الله
لا
يهم من كان صاحب الشرارة الأولى في إشعال فتيل ثورة الفل و الياسمين و معها ثورات
الخريف العربي اعتبارا لكثرة المتداخلين في كل تلك التغيرات الحاصلة إقليميا أو
محليا بقدر ما يهم مساهمتها في فتح حوار جاد حول الإمكانيات المتاحة لخلق إصلاح
جدري يمس حياتنا الدستورية في أفق مأسسة الحياة
السياسية و بت الروح في شرايينها و إعادة تشغيلها من جديد بأسس و قواعد تساير
العصر و تعترف بجدارة القواعد الشعبية بكل مكوناتها خاصة الشابة منها في المساهمة
و القدرة على قيادة المسيرة التنموية دون أي مركب نقص . و ليس الاكتفاء بلعب دور
المنظر السلبي من خلال إضفاء صفة القصور السياسي على تلك القواعد الشعبية كما يحلو
للبعض أن يصفها و كأن بلد يتجاوز تعداده 30 مليون نسمة يعجز عن إنتاج قواعد و
كفاءات قادرة على ذلك. و الغريب في الأمر
انه مند انطلاق ثورات الربيع العربي ترددت
تلك العبارات مرارا و في مختلف البلدان التي مسها أو قد يمسها تسونا مي التغيير
فهدا يطبل للبعثتين في سوريا جاعلا من الخطر الغربي و خاصة الإسرائيلي فزاعة يعلق
عليها أخطائه السياسية رغم أن الخطر الحقيقي الذي يترصد بالشعب السوري هو نظامه
الشمولي الذي سخر زبانيته الأمنية والعسكرية و المخابراتية لقمع و إسكات صوت شعبه
بعد أن عجز عن خدمته و حمايته وما حمام الدم الذي يخلفه الجيش السوري في درعا و
غيرها إلا دليل حي على ما يتعرض له المواطن السوري عقابا له على تجرؤه على
المطالبة بحقه في الكرامة. و الأخر يبلد
الشعب الليبي و يخفف من قدرة الثوار على قيادة البلاد رغم أن الثورة تفند تلك الصورة السائدة التي
كان يروجها النظام و توضح للعالم أن ليبيا
كغيرها تزخر بطاقات و كفاءات قادرة على تغيير مصيرها بيدها دون وصاية من أحد و في
نفس الآن العمل على طي صفحة صاحب زنكة زنكة و في اليمن يستهزأ الكل برغبة الشعب في التغيير
و الإنعام بشكل من الحرية و الكرامة و ما فاجئني في الحقيقة أن الطرف الذي يردد تلك
الترهات هو من أو من المفترض أنه الجانب المثقف
في المعادلة من أساتذة جامعيين محامون
سياسيون اطر عليا و غيرهم قاسمه المشترك انبثاقه من رحم الشعب بفئتيه الوسطى و
الشعبية مطلقين العنان لطروحات سوداوية حول
مٱل المغرب بعد التغيير الذي قد طرأ على دستوره وقد يطرأ على منظومته السياسية.حسن رزق الله
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire