mercredi 19 novembre 2014

jeudi 30 octobre 2014

ما تقيش حقي في تقاعدي


حسن رزق الله 

نظمت مؤخرا بمدينة أكادير، إحدى الندوات التنويرية في موضوع حكامة نظام التقاعد،  والتي جاءت بمبادرة من إحدى التنظيمات الحزبية في إطار ممارستها لواجبها التأطيري للمواطن المغربي، بعد أن كثر الحديث عن الخطوة التي تنوي الحكومة الحالية تنفيذها بإعادة النظر في نظام التقاعد المعمول به وهيكلته من جديد،  عبر إثقال كاهل المواطن المغربي بالعديد من الاقتطاعات،  كحل ترقيعي لمشكلة الخصاص الذي بدأت تعرفه صناديق التقاعد دون أن تكلف نفسها عناء البحت عن حلول جذرية تحمل مشروعا إصلاحيا على المدى المتوسط والبعيد، رغم أن المسؤولية بالكامل في إفراغ تلك الصناديق تتحملها بالضرورة السياسة الحكومية المتبعة طوال عقود خلت، وليس المواطن الموظف المغلوب على أمره،  الذي كان ﹸيضطر إلى الاقتطاع من أجرته الهزيلة أصلا للمساهمة في ضخ الأموال المطلوبة لإنعاش تلك الصناديق أملا في ضمان تقاعد مريح حينما يحين الأوان، غير أن تلك النية البسيطة والمواطنة لم تكن تسايرها سياسات الحكومة المتبعة في السابق، حيت تراجعت عن الالتزام بتعهداتها ولم تكن تؤدي حصتها في تلك الصناديق،  مما سبب عجزا واضحا كان من الطبيعي معه البحت عن كيفية تصحيح ذلك الاختلال، غير أن مسؤولينا بطبيعة الحال اختاروا الحل الأبسط والأسهل أو كما يقال بعاميتنا (الحيط القصير) وذلك بالتبشير بإعادة النظر في سياسة التقاعد    وهيكلتها من جديد، عبر إثقال جيوب المواطن بالعديد من الاقتطاعات مع سحب العديد من الامتيازات التي سبق أن ناضل من أجلها،  وخاصة الرفع من سن التقاعد لتصبح مسألة الاستفادة من التقاعد لذوي الحقوق فقط،  بحيث يكون المعني بالأمر حينها قد غادر إلى دار البقاء،  رغم أن الأعمار بيد الله، غير انه لا يجب تغييب تلك الحقيقة،  فطعم التقاعد يكون في الخمس سنوات الأولى من التقاعد، والغريب في كل ماذكر،  أن المواطن باعتباره المعني بإشكالية التقاعد،  آخر من يعلم بما يدور في فلكه،  وتلك هي الطامة الكبرى، على اعتبار أن صفته المهنية كموظف أو مستخدم  تحتم عليه  أن يكون ذي ثقافة  قانونية  تشريعية أو تنظيمية وعلى اطلاع بكل ما يستهدفه من مراجعات أو تعديلات قانونية يكون لها اثر مباشر على وضعه الوظيفي وعلى حقوقه المكتسبة سواء خلال ممارسته المهنية أو  إحالته على التقاعد،  مما يمكنه من التجاوب الايجابي أو السلبي مع تلك التعديلات ويمارسه حقا من حقوقه المكفولة دستوريا، ويحول في نفس الوقت دون الاستعمال التعسفي للسلطة من الجهات المعنية،  وقبول هذه الأخيرة بكون المواطن شريك حقيقي وأساسي في ممارسة السلطة  وتصريف الأمور،  توجب استشارته في كل مناسبة، وليس اعتباره فقط كورقة انتخابية يتم التخلص منها مباشرة بعد استهلاكها. 

dimanche 4 mai 2014

من ينقد جيلنا السياسي من اليأس؟


 بقلم ذ حسن رزق الله

        ما يقع حاليا داخل صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، يجعلني أتذكر قولة جميلة  للمفكر الكبير سي محمد عابد الجابري حيت قال ( الامتزاج بل الاندماج بين الوطنية والسياسة في وعيي، هو ما يفسر في نظري على الأقل، جوانب كثيرة من سلوكي الحزبي ومواقفي السياسية، ومن دون تواضع زائف أستطيع أن أؤكد أنني أقبل من نفسي الخطأ وجميع أنواع الضعف البشري في الميدان السياسي أو غيره،ولكنني لا أتصور أني أستطيع أن أسلك أي سلوك انتهازي كيفما كان.) 
         إن  أهم ما نستشفه من كلام المفكر المغربي  العربي الكبير هو انه ترك خريطة طريق قد تعتمدها الأحزاب السياسية المغربية إن هي أرادت الخروج من النفق المظلم  الذي لازالت تتخبط فيه دون أن تستهدي إلى السبيل الذي سيمكنها من مسايرة الركب ٬  ولما لا الخروج إلى العالمية لمقارعة الأحزاب ذات الصيت الكبير والمتحكمة في زمام الأمور عالميا.                                           
       و في قراءة متأملة لما جاء في كلام سي عابد نجد انه أشار إلى الازدواجية التي يجب أن تحكم السياسي المتحزب وذلك من خلال تأكيده على مفهوم الوطنية كدعامة حقيقية لكل عمل سياسي جاد  .
        والحقيقة أن مشكلة الديمقراطية الحزبية في المغرب أصبحت هما يجب طرحه بشكل واقعي، وهو ما نجده جليا لدي القيادة الحالية لحزب الاتحاد الاشتراكي، والتي اختارت تبني مفهوم الإقصاء الكلي لكل صوت معارض لا يتماشى مع سياستها، مما جعلها تفشل تماما في لم شتات هذا الحزب العتيد ، متناسية انه حزب ولد من رحم معارضة تتبنى أصلا سياسة متمردة، لا يمكن إخضاعها بسهولة، خاصة بعد إصرار تلك القيادة  على الانحياز لطرف على حساب آخر، وتحويل الحزب إلى مجرد أرقام ومقاعد نيابية، رغم انه ارفع من ذلك بكثير، كما أن شخصنة الحزب بهذا الشكل يذكرنا بأحزاب شخصية أو عائلية خلقت كنوع من البرستيج السياسي وليس ضرورة سياسية أملتها ظروف وتحولات سياسية وطنية أو دولية،  متجاهلة  أن ذلك الحزب العتيد كان ينعت بالجماهيري، لا لشيء إلا لكونه ملك لكل المغاربة، تعلم العديد من أبناؤه السياسة من مدرسته، كما  ساهم في بنائه  اغلب المغاربة بدمائهم وحريتهم ووقتهم،  وذلك لما كان يمثله من أمل في التغيير  والانفتاح على عالم ينعمون فيه بنوع من الحرية السياسية والفكرية بعد أن كانوا يسمعون أو يقرؤون عنها فقط لدى الغير، مما جعله عرضة لتوالي الضربات عليه سواء من مختلف الجهات، وعلى طول مساره التاريخي، غير أنه ، وان ظل يصارع كل القوى الخارجية من اجل الصمود والبقاء ، غير انه ما كان ينتظر إن تأتيه الضربة القاضية من عقر داره ، ومن أبناؤه الشرعيين، والذين بتصرفاتهم هذه يصرون على وضع أخر مسمار في نعش ذلك الحزب، و العبث بما بتاريخه و ارثه، 
      وكإبن بار لذلك الحزب العتيد، ترعرع بين أحضانه وتعلم الروس الأولى في السياسة من مدرسته، يحق لي بعدها أن أوجه رجاءا إلى تلك القيادة الجديدة للحزب ولكل من سولت له نفسه العبث به، أقول لهم ارحموا حزبا كان يوما ما لسان اغلب المغاربة،  وكان  اكبر وأقوى حزب في المغرب وكذا في المنطقة العربية أملا لكل المغاربة، ارحموا دماء أريقت في سبيله ، وحريات سلبت من أجله، وارحموا نفوسا شردت إكراما له، واحفظوا أمانة تركت في أعناقكم..... فقيمة الاتحاد أرفع بكثير من أي سلوك انتهازي  قد يمسها .... ، 


mercredi 1 janvier 2014