mercredi 9 janvier 2013

دروس انتخابات 25 نونبر




          بقلم : حسن رزق الله
  مرت الانتخابات الأخيرة  بالمغرب بأمان كما جاء في تصريحات السلطات المختصة و كذا مختلف الفاعلين السياسيين و الحقوقيين،  اختار فيها المواطن المغربي منح ثقته للذي يراه قادرا على قيادته  في المرحلة القادمة و فاز الإسلاميون من خلالها بالصدارة في نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت بالمغرب بتاريخ 25 نونبر،  ليفتح معها العمل السياسي  صفحة جديدة مع فاعل جديد أعطى إشارات ايجابية على رغبته في المساهمة في التسيير الفعلي للشأن العام.
       فاز حزب العدالة و التنمية ليماط اللثام عن وصف الفزاعة الذي كان البعض يلصقه بذلك الحزب رغبة في خلق نوع من التوجس لدى المواطن المغربي و حجبه عن معرفة حقيقة ما يجري داخل كواليس العمل السياسي
       فاز حزب العدالة و التنمية لأنه ببساطة تمكن من دغدغة آمال مواطن مغلوب على أمره وجد نفسه تائها وسط غابة من الأحزاب فهمت التعددية على طريقتها دون أن تستحضر ما تتطلبه المرحلة الدقيقة التي يمر منها المغرب كغيره من الأقطار الأخرى، ساهمت معها من حيت لا تدري في بلقنة المشهد السياسي المغربي ، فكان أن عاقبها ذاك المواطن بعدم تأهيلها للعب دور أساسي في مأسسة مغرب جديد قادر على رسم خطه الديمقراطي بثبات،  من خلال أحزاب قوية تتبنى مفهوم الديمقراطية داخل هياكلها  املآ في أن تستوعب الإشارات التي أرسلت إليها من خلال العملية الانتخابية الاخيرة  لتعيد النظر في ماهيتها و حساباتها على اعتبار أن المواطن هو الذي يحكم على مصداقية آي مشروع حزبي عبر ممارسته لحقه الدستوري
          فوز حزب العدالة و التنمية في الانتخابات فيه إشارة قوية على قدرة المواطن على التحكم في العملية السياسية إن توفر له المناخ المناسب من خلال تأهيل الأحزاب التي تسايره في تحقيق ما يرجوه من عملية السياسة و في نفس الآن معاقبة من تلاعب بآماله،  و هو ما حاولت أن تستوعبه الكتلة  عبر مواقفها المعلن عنها بخصوص المشاركة في حكومة بنكيران من عدمها و خاصة موقف حزب الاتحاد الاشتراكي  المفاجئ للعديد من المتتبعين اعتبارا للإشارات الايجابية التي صاحبت لقاء رئيس الحكومة المعين السيد بنكيران بالكاتب العام للاتحاد الاشتراكي السيد عبد الواحد الراضي و كذا الظروف المرافقة المتماشية مع الرغبة الجماعية في إنجاح تجربة سياسية أخرجت من رحم  صناديق الاقتراع لونا سياسيا جديدا على الساحة السياسية المغربية .
      أكيد أن التبريرات التي قدمها حزب الاتحاد الاشتراكي قد تكون منطقية خاصة المتعلقة بإعادة ترتيب البيت الداخلي، غير أن عدم وضوح الصورة يجعلنا نرتاب في الدواعي الحقيقية وراء هذا الانسحاب و اختيار التموقع في المعارضة رغم عدم توفر أرضية صحية لذلك في وجود حزب الأصالة و المعاصرة الذي لازال يشكل دخيلا غير مرغوب فيه داخل المشهد السياسية خصوصا من قبيل أحزاب في مقدمتها العدالة و التنمية و الاتحاد الاشتراكي.     
   

الخصوصية المغربية


بقلم : حسن رزق الله
ما يعجبني في التساقطات المطرية التي تعرفها بلادنا مؤخرا الى جانب حمولتها الدينية و الاقتصادية والاجتماعية، هو اصرارها على تذكيرنا دوما بحجمنا الطبيعي  بين الأمم  و تعيدنا الى ارض الواقع ،   وتفرمل في نفس الآن العديد من الالسن الدعائية لمغرب جميل يضاهي أعتد البلدان تقدما و تنمية،   ولعل الاضرار التي تخلفها بين مختلف مناطق البلد تجعلنا نزيل علينا غشاوة ذاك الوهم الذي مافتئ يعشش في اذهاننا حول امكانيتنا اعتماد القاطرة الصحيحة للتنمية، والدخول في منافسة غير متكافئة مع الاخر في مجالات لا تعنينا في شيء. دون أن تكون لدينا الجرأة الكافية للاجابة علة مجموعة من الاسئلة التي ما فتئ يطرحها المواطن البسيط والمغلوب على أمره الذي وجد نفسه تائها بين واقع يعيشه لوحده،  وأخر تحاول الجهات الوصية تصويره له على طريقتها:  
 -  لماذا و بشكل دوري،  تسبب   الأمطار الغزيرة  التي تعرفها بلادنا في  فيضانات كبيرة، من نتائجها عزل بعض المناطق عن العالم الخارجي بسبب ارتفاع منسوب المياه لبعض الأودية،  ما يؤدي الى انقطاع الطرق الرئيسية التي تربط تلك المناطق بالعالم الخارجي.
 -لماذا و بشكل دوري،   تسبب الأمطار فى إتلاف عدد من الأراضي الفلاحية و اغراق ذويها في دوامة من المشاكل المالية و الاجتماعية
- لماذا و بشكل دوري،  تسبب الامطار في الحاق خسائر مادية كبيرة بأغلب مواطني الفئات الشعبية و حتى المتوسطة   من جراء إتلاف ممتلكاتهم و اغراق المدن حتى الكبرى منها بسبب ضعف بنياتها و هشاشتها التي تكون لها   تلك الامطار بالمرصاد، بالإضافة الى انقطاع التيار الكهربائي بشكل دوري.
- لماذا و بشكل دوري،  يكون حالنا هكذا مع التساقطات المطرية،  مع اننا محظوظين أصلا،  حين تنتبه الامطار  الى حالتنا الاقتصادية و الاجتماعية التي غالبا ما تعتمد على عوامل طبيعية في مقدمتها الامطار. وكأن هطولها لدينا هو على سبيل التضامن لا غير.
 مع ان ذلك قد تزامن للصدفة مع الاعصار الذي أصاب امريكا و الذي رغم ضراوته لم يكن كارثيا حسب تقديرات  السلطات الامريكية نفسها و استأنفت الحياة بعدها مباشرة.   

اسكات الافواه عبر الاقتطاع من الاجور


  بقلم : حسن رزق الله

لماذا تصر وزارة الوفا كما اصبحت تعرف به، على الاقتطاع من أجرة المتصرفين المضربين بكل سهولة و خارج أي تغطية قانونية،
       لماذا تلتجأ هذه الحكومة الى استغلال كل ما هو قانوني للإجهاز على حق من الحقوق المكفولة دستوريا،
       لماذا كل هذا الاصرار على الضغط على الموظف المضرب للتنازل عن ممارسة حقه في الإضراب.
       لماذا يتم المس بالوضعية المالية واستغلال حساسيتها للموظف بصفة عامة ، خصوصا مع الهزالة التي تعرفها اصلا أجور الموظفين ، و يقينها بعدم رغبته أو بالأحرى قدرته على القيام بالمخاطرة المادية للإضراب. لكنها مع ذلك تتناسى ان ذلك الموظف المعني بالاقتطاع هو من سلمها عجلة حياته لقيادتها وبامكانه سحبها منها في اي وقت يشاء.
       لماذا تصر على اعتماد خطاب تغلب عليه العاطفة و التحدي الانفعالي ، عوض التعقل في اتخاد قرار قد يعود على الكل بنتائج وخيمة و يجر معه البلد الى الدخول مجددا في متاهة مواجهات عقيمة بين الطرفين . فالكل اصبح يهدد بالاستقالة اذا لم يتم تفعيل قرار الاقتطاع من اجور المضربين، وكأن الحكاية هي مجرد عناد بين الضرات كما يقال
       ان اهم ما تحتاجه بلادنا هو توسيع الحريات العامة و في مقدمتها الحريات النقابية وليس تقليصها
     لماذا يصر بعض المسؤولين المحسوبين على المتصرفين على اعتماد خطاب الازدواجية في التعامل مع قضايا المتصرف بصفة عامة ، رغم أن وضعية المتصرف الحالية تتطلب الوضوح في المواقف وضرورة تنقية البيت الداخلي قبل الحديث عن الإكراهات

       لماذا تلتجأ هذه الحكومة الى استغلال كل ما هو قانوني للإجهاز على حق من الحقوق المكفولة دستوريا،
       لماذا كل هذا الاصرار على الضغط على الموظف المضرب للتنازل عن ممارسة حقه في الإضراب.
       لماذا يتم المس بالوضعية المالية واستغلال حساسيتها للموظف بصفة عامة ، خصوصا مع الهزالة التي تعرفها اصلا أجور الموظفين ، و يقينها بعدم رغبته أو بالأحرى قدرته على القيام بالمخاطرة المادية للإضراب. لكنها مع ذلك تتناسى ان ذلك الموظف المعني بالاقتطاع هو من سلمها عجلة حياته لقيادتها وبامكانه سحبها منها في اي وقت يشاء.
       لماذا تصر على اعتماد خطاب تغلب عليه العاطفة و التحدي الانفعالي ، عوض التعقل في اتخاد قرار قد يعود على الكل بنتائج وخيمة و يجر معه البلد الى الدخول مجددا في متاهة مواجهات عقيمة بين الطرفين . فالكل اصبح يهدد بالاستقالة اذا لم يتم تفعيل قرار الاقتطاع من اجور المضربين، وكأن الحكاية هي مجرد عناد بين الضرات كما يقال
       ان اهم ما تحتاجه بلادنا هو توسيع الحريات العامة و في مقدمتها الحريات النقابية وليس تقليصها
     لماذا يصر بعض المسؤولين المحسوبين على المتصرفين على اعتماد خطاب الازدواجية في التعامل مع قضايا المتصرف بصفة عامة ، رغم أن وضعية المتصرف الحالية تتطلب الوضوح في المواقف وضرورة تنقية البيت الداخلي قبل الحديث عن الإكراهات
 الخارجية، فكيف نستنكر اقدام الادارة على استفزاز المتصرف عبر الاقتطاع من اجرته مثلا و نتناسى انها تستعمل المتصرف نفسه في تنفيذ مخططها، مستغلة في ذلك حماسة بعض المسؤولين المتصرفين في التطبيق الحرفي لتعليماتها واصرارهم على نيل رضاها قبل غيرها، مجتهدين في ايجاد التبريرات الواهية لتنفيذ قرار الاقتطاع من الأجرة و لعل استفراد اكاديمية سوس ماسة درعة  بتفعيل قرار الاقتطاع في حق المتصرفين المضربين دون غيرهم من القطاعات الأخرى لدليل واضح على الشوفينية التي تحكم البعض اتجاه المتصرف و تدفعه للنيل منه كلما سنحت الفرصة لذلك . و على الانتهازية التي تطبع تفكير البعض من متصرفينا التي تدفعهم الى التضحية بمطالب تنظيمهم المهني  والنقابي ما دام يتعارض مع طموحهم الشخصي.
فلله الامر من قبل و من بعد .

                                                                                                حسن رزق الله

lundi 7 janvier 2013

حصانة الثورة المصرية




بقلم : حسن رزق الله
لا زالت السياسة كمفهوم بعيدة عن الفهم و مستعصية عن الاستيعاب، ولعل ما أفرزته الانتخابات المصرية في دورها الاول لدليل صارخ عن فهمنا الضيق للسياسة وعدم مسايرة  رغبة الجيل الجديد في رسم خريطة طريق تمكن من اللحاق بركب الديمقراطيات العالمية.
          فكيف يمكن لشعب ضاق الامرين في عهد الرئيس المصري السابق و خرج عن بكرة أبيه الى ميدان التحرير ليبلغ صرخته التي بقيت حبيسة الحناجر بسبب سياسة القمع التي مورست عليه طوال عقود من الزمن  أن يعيد من سبق أن لفظتهم الثورة الى واجهة الأحداث، ليتحكم من جديد في رقابهم.
- من المسؤول ادن عن تأهيل بعض العناصر المحسوبة على النظام السابق سياسيا وإعادتها لاعتماد أسلوب المشاكسة و التربص بالأغلبية الحاكمة.  
- لماذا يصر البعض على عدم استيعاب الحركية التي يعرفها الشارع العربي بل الدولي من خلال جر البلاد الى،  سواء بخلق الفتن الطائفية أو شراء الذمم أو الترخيص من قيمة الثورة المصرية و قدرتها على الاستجابة الى مطالب الغلابة.
- لماذا يعتقد البعض أن الشعوب لا زالت قاصرة عن اختيار وسائل لتحقيق العيش بكرامة.
- لماذا لا تعطى الفرصة الكاملة للفائزين بثقة الشعب لإدارة مرحلة ما بعد الثورة . فبناء دولة مؤسسات ليس بأمر يتحقق بين عشية وأخرى ، هناك قواعد تحترم و مساطر تنجز من قبل أجهزة منتخبة لهذه الغاية،  كما أن الرقابة الشعبية لها،  قد أنيطت الى مؤسسات تمثيلية بحكم التفويض الشعبي لها كالمؤسسة التشريعية او البرلمانية.
- لست بالضرورة حاملا لفكر الاخوان المسلمين حتى أدافع عن ضرورة ترك الفرصة لهم لقيادة مرحلة ما بعد الثورة، مادام الشعب قد أوكلهم تلك المهمة ، لان في ذلك احترام للإرادة الشعبية وعبرها احترام للشرعية  و ارساء بناء الديموقراطية التي ينشدها الكل.
- لماذا يعد البعض أنفاس هذه الحكومة الفتية، ويستنكر عليها قراراتها رغم أنها صلب الميثاق الرابط بينهما، وهم الذين تركوا الحبل كلية للنظام السابق يعيث في الأرض فسادا حتى وصل السيل الزبى، و آلت الامور الى ما آلت اليه.  
                                                                  حسن رزق الله